قفزة اليدين الامامية : The Front Handspring

يبدو القفز في الجمناستك من اول نظرة كفعالية بسيطة جدا ، فهو عبارة عن ركض سريع ، طيران عالي ، ونقاطه كبيرة ، اليس كذلك ؟
تذكر ان هذه الفعالية تعتبر من الفعاليات الصعبة مثلها مثل بقية الفعاليات ، لذلك لاتدع زمن الاداء القصير جدا لها ان يخدعك . ففعالية القفز في الجمناستك صعبة وتتطلب عناية وانتباها في مختلف مراحلها واوضاعا جسمية من اجل النجاح .
هذا العمل ( المقال ) يعد الاساس للدخول في مستوى قفزة اليدين الامامية . والمهارة بشكل كامل تنقسم الى ( 6 ) اقسام . ( 3 ) منها تسمى مراحل و ( 3 ) منها يطلق عليها تحويلات . فالمرحلة هي فترة من الزمن والتي تحصل فيها الحركة اثناء ذلك الزمن . في حين ان التحويلة هي علامة نهاية المرحلة ، وتغيير مفاجيء في الاتجاه . وللاستعارة من الرياضات الاخرى ، فان طيران كرة التنس ستكون بمثابة المرحلة ، في حين يعتبر لحظة تماسها مع المضرب وعكس ( تغيير ) اتجاهها بمثابة التحويل .
والمراحل الثلاث في القفزة على الترتيب هي : الركض ، الطيران الاول ، والطيران الثاني . وكل منها هام بشكل جوهري في قفزة اليدين الامامية .وتظهر هذه المراحل في اية قفزة جيدة بالرغم ربما من ان هناك لفات مضافة و / أو عناصر دوران اكثر تعقيدا . وبنفس الشاكلة فان التحويلات الثلاث تحقق كل عنصر في هذه الفعالية وبشكل انفرادي . فالاتصال مع لوحة النهوض ( القفاز ) او " الضرب " يأتي بعد الركض . ويحدث الاصطدام حالما تمس اليدين منصة القفز . واخيرا يحدث الهبوط في نهاية القفزة بوضوح .
وماسيتبع هو تحليل لقفزة اليدين الامامية بعمق ، وهو شائع جدا في الجمناستك الاجباري وبمستوى اقل في الاختياري . ويستغرب معظم الاباء مالذي يجعل من القفزة جيدة ، وغالبا مانجيبهم وبفترات بسيطة للغاية ، " انظر الى السرعة واستقامة الجسم .فاذا كان اللاعب سريع فهذا جيد ، واذا بقى جسمه مستقيما طوال الوقت فهذا جيد " .لكن هذا بحد ذاته هو تبسيط اكثر من اللازم . والان دعنا ننظر اعمق كيف تؤدى هذه القفزة بالضبط .

مرحلة الركض في قفزة اليدين الامامية ، تكون باتجاه الامام بشكل مستقيم تماما . ويجب ان يكون الركض بشكل سريع وقوي ويتسارع للضرب على لوحة النهوض " القفاز " . وهناك العديد من الافكار " الأراء" حول ماهي عدد الخطوات الافضل في الركض لغرض القفز على منصة القفز . ونحن نؤكد في ثورة الجمناستك على ان ( 11 ) خطوة هي الركضة المناسبة . ومن اكبر العوائق في تقوية الركض تكون في مساعدة الرياضي لتطوير هذه القدرة ، واقناعه في تأكيدها . والشائع جدا هو ان اللاعبين يقللون من سرعاتهم عند اقترابهم من لوحة النهوض " القفاز " .
ومن اجل تطوير قدرة الركض ، فان اللاعب يحتاج الى امتلاك ساقين وكاحلين قوية ، وتكنيك ركض جيد . فالاحماء الجيد سيتضمن العدو السريع وطرق ركض مختلفة ومتغيرة اضافة الى طرق قفز . انشطة الاحماء هذه سوف تساعد اللاعب على تطوير تكنيك ركضته طالما ساد صوت الطريقة العلمية وراقب المدرب التكنيك المستخدم . من الافضل ان تبقى ذراعي اللاعب منثنية وبجانب الجسم وان لاتتأرجح من جانب لاخر وان تتناوب الضخ باتجاه الامام وبشكل متعاكس مع ركبتيه . ويجب ان تشير الساقين باستقامة الى الامام دائما ، كما يجب ان ترفع الركبتين باستقامة باتجاه الامام واللاعب يتقدم بخطواته بسرعة . كما يجب ان تشير القدمين الى الامام ايضا وليس الى الجانب . ويجب ان يكون الراس عمودي وعدم النظر للاسفل . واخيرا فنحن في ثورة الجمناستك نلزم اللاعب بالبقاء على امشاطه عند الركض . وهذه تعتبر الطريقة الافضل على تحويل القدرة من فخذي اللاعب الى الارض عندما يحافظ على اصطفاف او تنسيق مناسب . وهذه الطريقة ايضا تنتج معظم القدرة المعطاة لسطح الركض الذي يكون طريق القفز . نحن نوقت منافسة لاعبينا غالبا بالعدو السريع ، واجبارهم على ان يتذكروا القيام بالدفع خلال كل خطوة اثناء الركض لانتاج السرعة الافضل .

ماأن تكون ركضة اللاعب قد تأسست ، فهو يحتاج لان يكون قادرا على تحويلها بشكل مؤثر وفعال في مجال الركض . يبدو ان اقناع اللاعب بالمحافظة على سرعته عندما يتواجه مع منصة القفز وكذلك القفاز تكون صعبة تماما . ولمكافحة هذه الصعوبة فانه ببساطة ليس هناك بديل عن التمرين . وكلما كان اللاعب اكثر قدرة في المحافظة على سرعته اثناء محاولاته فانه سيصبح الاحسن فيها ويتغلب على تلك الصعوبة . والتمرين على الركض السريع بدون منصة القفز يمكن ان يساعد في ذلك . كما ان استبدال منصة القفز بمراتب ( ابسطة ) مريحة أو تغطية منصة القفز بابسطة صلبة يمكن ان يساعد في ذلك ايضا . والمفتاح هنا هو في تهيئة بيئة مريحة للاعب يشعر بها بالامان لزيادة التعجيل في ركضته للوصول الى قمة السرعة . وعندما يتعلم اللاعب هذه المهارة يكون لزاما عليه ان يتعلم كيف يجعل ذراعيه في وضع مناسب للتحضير الى التحويلة الاولى وهي - الضرب على القفاز . والمفتاح هنا هو ان تكون كلا ذراعيه للاسفل عندما يصل الى لوحة الارتقاء ( القفاز ) . ونقوم نحن في ثورة الجمناستك بتعليم اللاعب على تدوير الذراع والتي يدوَر اللاعب فيها كلتا ذراعية باتجاه الخلف وصولا بها الى وضع سفلي في اللحظة التي تصل بها قدميه الى لوحة الارتقاء ( القفاز ) تماما . وتدوير الذراع يحصل في نفس الوقت الذي يأخذ فيها اللاعب خطوته الطويلة الى لوحة النهوض . والتي تكون الخطوة الاخيرة من مرحلة الركض والتي يجب ان تكون طويلة جدا . ولابد من الاشارة هنا الى ان التقصير من طول الخطوة سينتج عنه ان اللاعب يكون غير قادر على عمل التحويل المناسب للطيران الاول .

من اعداد الاستاذ المساعد الدكتور مسلم بدر عواد المياح