الإصابات وإجراءات الأمن في رياضة الجمباز01

الإصابات وإجراءات الأمن في رياضة الجمباز
المقدمة :
تعتبر الإصابة احد المشكلات التي قد يعرض لها اللاعب خلال ممارسة التدرب في الأنشطة الرياضية ، وقد تختلف هذه الإصابات في الأنشطة الرياضية باختلاف طبيعة الأداء و المواصفات الفنية لمهارات هذا النشاط،فهناك أنشطة تنافسية تتطلب الاحتكاك بين الفريقين مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد،وهناك أنشطة أخرى تنافسية لاتتطلب الاحتكاك المباشر بين الفريقين مثل الكرة الطائرة و التنس و الجمباز.
وبالنظر إلى أجهزة الجمباز نجدها تتكون من ستة أجهزة هي الحركات الأرضية و حصان الحلق و الحلق وحصان القفز والمتوازنين و العقلة،وهذه الأجهزة تختلف في ما بينها من حيث التصميم الهندسي وطبيعة الأداء عليها وبالتالي تختلف الإصابات التي يتعرض لها اللاعب على كل جهاز.
والإصابة تعوق تحقيق التقدم المستمر للاعب الجمباز لتحقيق أعلى المستويات الفنية، وقد تحدث الإصابة للاعب قبل البطولة مما يعني فقدان الفريق لجهود اللاعب وضياع الجهد و المال والوقت، الأمر الذي يجعلنا ننظر إلى الإصابات بعين الاعتبار.
في هذا البحث سوف القي نظرة حول الإصابات الشائعة في رياضة الجمباز والإجراءات التي تساعد في الوقاية والأمن من الإصابات.
أولا : الإصابات في رياضة الجمباز
ترتكز متطلبات المنافسة في رياضة الجمباز على الناحية التشريحية والناحية الفسيولوجية لوظائف كل من : الجلد ، والعضلات ، والأوتار ، والأربطة ، والعظام والجهاز العصبي . و يضطر لاعب الجمباز لزيادة اللفات والدورانات لكي يزيد من درجة صعوبة مهاراته ؛ وهو مجبر على ذلك بسبب ضغوط المنافسة والحماس ، وهذا من أسباب تحقيق ارتفاع مستوى الجمباز الحالي ما يساعد على زيادة عنصري الجرأة و الشجاعة بالمنافسات الدولية.
عندما نأخذ بعين الاعتبار خصائص الإصابات الملائمة لرياضة الجمباز. فالتغيرات الكثيرة والسريعة عند تنفيذ المهارات على الأجهزة في اتجاهات متعددة وفي الفراغ ، بالإضافة إلى مهارات التحرر والمسك وأيضا النهايات التي تؤدي الهبوط منها من ارتفاعات فإنها قد تعرض اللاعب للأذى والضرر . وكثير من هذه الإصابات تسبب الألم مما يلزم العمل على امتناع حدوثها . ولكن بعض الأضرار الأخرى قد تسبب الألم و لكن ليست ذات أهمية لمنعها من التدريب بشكل نهائي.
في هذه المناقشة سوف ألقى نظرة على المناطق والأعضاء المعرضة للإصابة والتعرف على الطرق السليمة للوقاية والعلاج ويمكن تقسيمها إلى الأجزاء التالية:
1ـالجلد. 2ـالعضلات.
3ـالاوتار و الأربطة. 4ـالعظام.
5ـالجهاز العصبي. 6ـالاعضاء الداخلية.
إصابات الجلد:Trauma To The Skin
يؤدي عدم العناية بالجلد إلى أضرار كثيرة ، ويمكن أن تكون ذات أهمية مثل الكسر أو قطع الجلد ، وبالتالي قد تؤدي إلى تخلف اللاعب عن التدريب؛ لذا يجب مراقبة حالة الجلد و معالجته لمنع حدوث أي التهابات و لمنع غياب اللاعب عن التدريب لعدة أشهر.
يتكون الجلد من طبقتين:
1ـ الطبقة الخارجية.
2ـ طبقة الجلد الحي وهي الطبقة التي تكون الطبقة الخارجية وتتضمن الأنسجة الرابطة والشعيرات مما يجعلها بيئة مناسبة للالتهابات ؛ و يوجد تحت هذه الطبقة طبقة من المواساة الدهنية وظيفتها حماية الأجزاء الداخلية من الجسم و يتضمن الجلد أيضا الغدد الدهنية و العرقية وتجويف الشعر والأعصاب؛ و لذلك يعطي الجلد الحماية والمحافظة على درجة الحرارة، كما أن من وظائف الجلد إخراج وإفراز العرق وحماية أعضاء الجسم الداخلي و التحذير المبكر من الأمراض الداخلية .
يعتبر جلد اليد من أكثر المناطق المعرضة إلى الإصابة بجروح وخاصة عند ممارسة الجمباز. وتتضمن الجروح والتقرحات و التمزقات و الكسور،و إذا كانت التقرحات تحتوي على سائل ليمفاوي ( سائل عديم اللون تقريبا و يتألف من بلازما الدم و كريات الدم ) ، أو إذا كانت مخلوطة مع الدم فيجب أن تجفف أولا ويتبعها تنظيف ملائم باستعمال ابره معقمة . وإذا وجدت قطعة جلد متدلية يمكن الحفاظ عليها مؤقتا إذا كانت تحمى الأجزاء النامية من الجلد. وعندما تتراخى قطعة الجلد المتدلية فيجب إزالتها و يلي ذلك قص أطراف الجرح باستخدام مقص صغير. ويجب المحافظة على نظافتها بتغطيتها بشريط مناسب خلال فترات التدريب؛ لمنع حدوث الالتهابات والتقليل من الضرر اللاحق.
يتجاوب جرح يد اللاعب بطرق مختلفة حسب طريقة العلاج ومع تكرار العلاجات المختلفة يجد اللاعب العلاج المناسب ليده. وإذا ترك اللاعب الجرح دون استعمال أي مرطب فان ذلك يسبب له التشققات فيما بعد؛ ويحدث هذا عادة داخل كف اليد عندما يضع اللاعب يده على الأرض، يجب إن يبقى هذا الجرح مرطبا بالكريم.
استعمال اللاعب لشريط واقي لليدين يؤدي إلى ثبات قبضة اليد . و يساعد على التئام الشقوق الموجودة بالجلد بسرعة . ويجب أن يتعلم اللاعب تنظيم وتعديل تدريبه عندما يشعر إن يديه أصبحتا ساخنتين نتيجة استعمال وملامسة جهاز حصان الحلق والمتوازيين والعقلة. وقد يسبب جرح اليد التهابات من البكتيريا نتيجة ممارسة التمرين الأرضي ،كما إن الجروح التي تسبب ألما كبيرا تكون شديدة الاحمرار ؛ وتتفتح تلك الجروح التي حدث لها تلوث والتهابات ، ويمكن تفادي هذا الألم لو نظف الجرح من البداية . هذه الجروح يجب معالجتها فورا بالثلج ومنع الأجزاء المصابة من الحركة ،تعالج بعد يومين بالماء الدافئ ،وبعد ذلك يسمح للأجزاء أن تتحرك تدريجيا.
إصابات العضلات:Trauma To Muscles
تقسم الآلام العضلية إلى نوعين:
1ـ ألام تحدث خلال وبعد التمرين مباشرة وتستمر عدة ساعات، وهذا ينتج في انتشار المواد الناتجة من عملية التمثيل.
2ـ ألام موضوعية والتي تظهر بعد عدة ساعات من انتهاء التمرين، وهذا النوع أكثر خطرا وأهمية من النوع الأول وينتج من تمزق العضلات والأنسجة والأربطة وهي التي تسبب مثل هذا النوع من الألم.
كيف تحدث إصابة العضلة ؟
عندما تتعب العضلة فان قدرة العضلة تقل في عمليتي الانقباض والاسترخاء، و عندما تبدأ العضلات المتضادة في الانقباض فان أحدى هذه الاحتمالات تحدث. وفي رياضة الجمباز تضطر العضلات أن تتمدد فوق قدرتها العادية و كمثال على ذلك أداء فتحة البرجل لأقصى إطالة ممكنة عند أداء مهارة على جهاز العقلة أو الحلق . قد يؤدي إلى حدوث إصابة ؛ إذا كانت هذه الإصابة كبيرة فإنها قد تسبب تمزق العضلة مما يستوجب علاجا جراحيا،أما إذا لم تكن بذات الحدة فقد ينتج الورم والضغط فقط . وطريقة معالجة هذا النوع من الإصابة .
أولا: وضع العضو المصاب في الثلج و السماح له بالراحة إلى أن ينتهي ويزول الورم.
ثانيا : التقليل من التدريب ويبدأ بتحريك الأعضاء تدريجيا باستعمال التدليك.
يمكن حدوث جروح في الفخذ عند سقوط اللاعب من الأجهزة، ومن المعروف أنه توجد عضلة عريضة وعظام ملساء بهذه المنطقة؛ ولذلك ينتج التعب عند إطالة العضلة و قد ينتج نتيجة لذلك نزيف و ورم دموي. عندما نفحص الجرح في اليوم التالي نستطيع معرفة مدى شدة الأذى بعد معاملة الجرح بالثلج، يجب إبدال الثلج بالماء الساخن بعد24 ساعة على فرض إن النزيف الداخلي قد توقف. و يمكن استمرار التدريب ولكن بنشاط اقل من السابق لفترة وجود الألم ، كما يمكن استعمال التدليك فقط بعد مرور عشرة أيام، وبهذه الطريقة يلئم الجرح بسرعة و على أكمل وجه .
إصابات الأربطة:Trauma To Ligament
من المتوقع أن يتعرض لاعب الجمباز إلى إصابة أربطة احد المفاصل، و تسمى هذه الإصابة بالالتواء، وهذه الإصابة عبارة عن التواء فجائي لأحد المفاصل، مما يسبب الألم والانتفاخ و ارتفاع درجة الحرارة وتقل قدرة الأربطة على أداء واجبها. و الأماكن التي تصاب بهذا النوع من الإصابة مفصل القدم و المعصم، حيث أن الحركات الغير الطبيعية التي تفوق قدرة الأربطة هي التي تسبب الالتواء و يعتمد شدة الضرر على قيمة القوة المؤثرة على الألياف.
تسبب هذه الإصابة نزيفا للمنطقة، و يمكن تصنيف الالتواء إلى ما يأتي:
1ـ تمزق خفيف بالألياف ، ونزيف داخل الأربطة و هنا لا تتعطل وظائف الأربطة.
2ـ تمزق متوسط بالألياف، هنا تتعطل بعض الوظائف، و إذا كان الدواء صارما نوعا ما يتكون ارتخاء و ندب (اثر الجرح أو القرحة أو الحرق).
3ـ تمزقا صارما بالألياف و هنا تتعطل جميع وظائف الألياف.ويمكن أن يصحب التواء المفصل تمزق الأوتار ،العضلات ، والأعصاب ، و الأوعية الدموية .
إذا تجمع الدم و السائل الليمفاوي قد يتكون الندب ،و إذا تم لف مكان الإصابة بالشريط بالطريقة الصحيحة فإننا قد نتجنب حدوث الجروح، حيث أن لف المفاصل في أثناء الأداء المتكرر لمهارات الهبوط يمكن أن يساعد على التحكم بحركة المفاصل ؛بالتالي تجنب مثل هذه الآلام ،فقد نجد أن الاستعمال الخاطئ للمراتب قد يسبب التواءات خطيرة ،وكذلك لف المفاصل الحاد قد يؤدي إلى كسر العظام و علينا العلاج في هذه الحالة بأحسن الطرق .
إصابات الأوتار:Trauma To Tendons
من الأشياء التي يعاني منها اللاعبون الأوتار الموجودة باليدين،
ويمكن تقسيم إصابات الأوتار إلى قسمين:
1ـالعضلات القابضة الطويلة.
2ـ العضلات الباسطة الطويلة.
الظواهر الأساسية للإصابات بسبب الإطالة الزائدة يكون مؤلما جدا والألم الشديد عند التفاعل ضد المقاومة، إذا كان التمزق كاملا تفقد العضلة قدرتها على القيام بوظائفها ولذلك تعالج جراحيا ، أما إذا كان التمزق غير كامل فان أحسن طريقة للعلاج يتوجب منع الإطالة الزائدة إلى أن تعود قوة الأوتار إلى طبيعتها ،وإذا استخدم غلاف الأوتار يجب منع الحركة.
تعتبر الإصابات الشائعة خلال ممارسة الجمباز هي إصابة أوتار العضلة المدورة للكتف ووتر اكيلس،ويستطيع المصاب أن يحدد مكان الإصابة بالعضلة المدورة ،وهذه العضلة مكونة من الأوتار المتداخلة في العضلات التي تدور الكتف Scapularis Supaspinatus Infrasinatus وتداخلات الأوتار تلتئم مع بعضها و مع مفصل الكتف وبعدها تلتئم الجروح تدريجيا وقد تحدث تتلفا لبعض الأنسجة، فيمكن أن يتحول الجزء التالف من الأوتار إلى مادة كلسيه، سوا تكلست أو لم تتكلس فيمكن أن تتمزق الأجزاء الملتهبة وتظهر كالم بالكتف عندما تبعد عن المركز الأصلي من60ـــ120 درجة،وهذا معروف بالتزامنPainful are Syudrome نتيجة إدخال الإبرة في الكيس المفصلي للمريض الذي يشعر بالدوران النصفي مما يؤثر حسب علم التشريح في عضلة الذراع أو في مؤخرة الفخذ، و عند ثني اليد إلى الإمام يجب إبقاء اليد مستقيمة نتيجة الألم الداخلي لليد ،وهذا يسمى بمرض راحة اليد وفجأة يعود هذا التمزق إلى الحياة ،فمن الضروري أن يلزم المريض الفراش وتكون حركة اليدين بطيئة و خاصة عند حدوث تشنج في العضلات ،فان ردة الفعل لهذا الالتهاب العضلي يستقر،ونتيجة تقلص العضلة يبدأ الشخص بأخذ كبسولة من الدواء،و أن التقليل من الحركة الفعالة لمفصل اليد تسمى (اليد المثلجة) و يمثل العلاج لهذه الحالة في اخذ الإبرة مع الراحة ووضع الثلج لمدة 24ساعة ثم يتبع ذلك التدفئة بالحرارة.
كذلك من الإصابات عند الهبوط بعد أداء مهارات اللف تتمركز القدم على المرتبة مما يؤدي إلى دوران الفخذ إلى الداخل و الركبة تتجه مجبرة نحو الرجل المقابلة مما يسبب التواء للجهة الداخلية من الركبة ،فإذا التوت الروابط الوسطية المتوازية فبإمكانها أن تسبب تمزقا للغضروف المفصلي ، وإذا كانت القوة شديدة يمكن أن تلوى الرباط الصليبي مسببة جرحا معروفا بالجرح الثلاثي غير السار Unhappy triad.
ومن الإصابات الأخرى الشائعة بين لاعبي الجمباز إزاحة العضو من مكانه كإزاحة أصابع اليد و المرفق و الكتف و الركبة، و تكون الإصابة على شكل إزاحة احد السطحين أو العضوين المتطرفين في نقطة معينة.فان الوقوع للأمام أو للخلف أو الهبوط بطريقة غير سليمة على اليدين يؤدي إلى إزاحة المرفق عن مكانه .و أفضل ما يمكن الاعتماد عليه هو وجود عضلات سليمة محيطة بالمرفق ،و يمكن استخدام عملية الربط في البداية للمساعدة في شفاء المفصل ؛ولكنها لا تغني عن إرجاع المفصل إلى مكانه الطبيعي و المعالجة تكون باستعمال ثلج بالسرعة الممكنة،و يمكن منع حدوث المزيد منها بواسطة تجبير الأصبع المصاب إلى إصبع سليم بجانبه عند الوقوع من الجهاز.

تابع الجزاء الثاني